منتدى بلعيد
أهلا بالزوار الكرام تفضلوا بالتسجيل في المنتدى وشاركوا في إغنائه
منتدى بلعيد
أهلا بالزوار الكرام تفضلوا بالتسجيل في المنتدى وشاركوا في إغنائه
منتدى بلعيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى بلعيد

القراءة حياة الحياة، اقرأ لتحيا ، اقرأ ما دمت حيا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» شاليهات للبيع فى الساحل الشمالى
درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالخميس 14 يوليو 2016 - 5:35 من طرف two deal

» مركز اللغات
درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالسبت 6 فبراير 2016 - 8:59 من طرف ناصر عبد الغفور

»  مجلة جامعة المدينة العالمية المحكمة
درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالسبت 6 فبراير 2016 - 8:58 من طرف ناصر عبد الغفور

» كلية العلوم المالية والإدارية
درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالسبت 6 فبراير 2016 - 8:58 من طرف ناصر عبد الغفور

» كلية العلوم الإسلامية
درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالسبت 6 فبراير 2016 - 8:55 من طرف ناصر عبد الغفور

»  عمادة الدراسات العليا :
درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالسبت 6 فبراير 2016 - 8:54 من طرف ناصر عبد الغفور

» المكتبة الرقمية
درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالسبت 6 فبراير 2016 - 8:53 من طرف ناصر عبد الغفور

» ماذا يميز جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ؟
درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالسبت 6 فبراير 2016 - 8:52 من طرف ناصر عبد الغفور

» الدراسات العليا
درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالجمعة 29 يناير 2016 - 7:54 من طرف BI782

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني

 

 درس الإسلام دين الوسط والاعتدال

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بلعيد أحمد
Admin
بلعيد أحمد


عدد المساهمات : 741
تاريخ التسجيل : 28/11/2010
العمر : 52
الموقع : https://bel-islamiyat.yoo7.com/index.htm

درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Empty
مُساهمةموضوع: درس الإسلام دين الوسط والاعتدال   درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالإثنين 29 نوفمبر 2010 - 4:31

- 1 – نصوص الانطلاق:
أ- قال الله تعالىSad   •     ••    q .) سورة البقرة/الآية 143.
ب-:عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت:
(دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة. فقال "من هذه؟" فقلت: امرأة. لا تنام. تصلي. قال "عليكم من العمل ما تطيقونه. فوالله! لا يمل الله حتى تملوا" وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه.) رواه مسلم/صلاة المسافرين/رقم785.

ج - :عن أنس بن مالك رضي الله عنه قالSad جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).
رواه البخاري/النكاح/رقم 4776.
د -عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة). رواه البخاري/الإيمان/39.
- 2 – مضامين النصوص:
أ- التوسط والاعتدال ميزة الأمة الإسلامية.
ب – إرشاد الرسول أمته إلى المنهج الصحيح في العبادة,وإنكاره لسلوك المرأة المخالف له.
ج – رفض الرسول لظاهرة الغلو في التدين,وبراءته ممن يخالف نهجه وسنته في ذلك.
د – التحذير من التشدد في الدين ,لأن الإسلام دين اليسر.
-3 – التحليل والمناقشة:
إن سنة الله (عز وجل) في خلقه للكون والـحـيـاة: التكامل والتوازن، وقد خلق (جل وعلا) الإنسان في أحسن تقويم، وجعله يحوي جوانب كـثـيـرة مختلفة: عقلاً، وروحاً، وجسداً، وعواطف، ومشاعر، ولكلٍّ منها حق، ولا يمكن الوفاء بـكـــل حـقــوقها إلا بتوازن يكمِّلها جميعاً، ولا يغلِّب جانباً منها على حساب جانب آخر.
وذلك التوازن هو: الوسطية التي جاء بها الإسلام، وهي الصراط المستقيم.
 3 -الوسطية والاعتدال,مقاربة في المفهوم:
جاءت كلمة (وسط) في اللغة لعدّة معانٍ، ولكنها مُتقاربة في مدلولها عند التأمّل في حقيقتها ومآلها.
قال ابن فارس : (وسط): الواو والسّين والطّاء: بناء صحيح يدلّ على العدل والنّصف.
وأعدل الشيء: أوسطه، ووسطه، قال الله عز وجل { أُمَّةً وَسَطًا } (البقرة: من الآية 143).
ويقولون: ضربتُ وَسَطَ رأسِه - بفتح السين - ووسْط القوم - بسكونها -، وهو أوسَطُهم حسبًا - إذا كان في واسطةِ قومه وأرفعهم محلا
ومن هذا الكلام يتَّضح أن (وسط) تأتي بفتح السّين وسكونها، وفتحها أكثر استعمالا كما سيأتي.
ويمكن إجمال المعاني التي جاءت تدلّ عليها هذه الكلمة فيما يلي:
1- (وسْط) بسكون السّين تكون ظرفًا بمعنى (بين)، قال في لسان العرب: وأمَّا الوسْط بسكون السّين فهو ظرف لا اسم، جاء على وزان نظيره في المعنى وهو (بين)، تقول: جلست وسْط القوم، أي: بينهم، ومنه قول سوار بن المضرب :
إنيّ كأنِّي أرى من لا حياء له ... ولا أمانة وسْط النَّاس عُريانًا
ٍ2- وتأتي - وسَط بالفتح - اسمًا لما بين طرفي الشيء وهو منه، ومن ذلك: قبضْت وسط الحبل، وكسرت وسط القوس، وجلست وسط الدّار، وهذه حقيقة معناها كما ذكر ابن برّي .
3- وتأتي - بالفتح أيضًا - صفة، بمعنى خيار، وأفضل، وأجود، فأوسط الشيء أفضله وخياره: كوسط المرعى خير من طرفيه، ومرعى وسط أي: خيار.
وواسطة القلادة: الجوهر الذي وسطها، وهو أجودها، ورجل وسط ووسيط: حسن . 4- وتأتي وسط - بالفتح - بمعني عدل، قال ابن فارس : وسط: بناء صحيح يدلّ على العدل، وأعدل الشيء أوسطه ووسطه.
وقال ابن منظور : ووسط الشيء وأوسطه: أعدله.
وقال الفيروزآبادي : الوسط - محركة - من كل شيء: أعدله .
5- وتأتي (وسط) بالفتح - أيضًا - للشيء بين الجيد والرديء.
6-- ويقال (وسط) لما له طرفان مذمومان، يراد به ما كان بينهما سالمًا من الذّمِّ، وهو الغالب.
قال الراغب : وتارة يُقال لما له طرفان مذمومان .
ومثال ذلك: السّخاء وسط بين البخل والتّبذير، والشّجاعة وسط بين الجبن والتهوُّر .
قال محمد باكريم : وكيفما تصرّفت هذه اللفظة نجدها لا تخرج في معناها عن معاني العدل والفضل والخيرية، والنصف والبينيَّة، والتوسط بين الطرفين، فتقول: (وسوطًا): بمعنى المتوسّط المعتدل، ومنه قول الأعرابي : علمني دينًا وسوطًا، لا ذاهبًا فروطًا، ولا ساقطًا سقوطًا، فإن الوسط هاهنا المتوسّط بين الغالي والجافي .
و(وسيطًا) أي: حسيبًا شريفًا، قال الجوهري : وفلان وسيط في قومه، إذا كان أوسطهم نسبًا، وأرفعهم محلا، قال العرجي :
كأنّي لم أكن فيهم وسيطًا ... ولم تك نسبتي في آل عمرو
(7) و (الوسيط): المتوسّط بين المتخاصمين .
و(التوسط): بين الناس من الوساطة وهي الشفاعة.
و(التوسيط): أي تجعل الشيء في الوسط.
و(التوسيط): - أيضًا - قطع الشيء نصفين .
و(وسوط الشمس): توسّطها السماء
و(واسطة القلادة): الجوهر الذي في وسطها، وهو أجودها.
وقال فريد عبد القادر : استقرّ عند العرب أنهم إذا أطلقوا كلمة (وسط) أرادوا معاني الخير، والعدل، والنصفة، والجودة، والرّفعة، والمكانة العليّة.
والعرب تصف فاضل النّسب بأنه وسط في قومه، وفلان من واسطة قومه، أي: من أعيانهم، وهو من أوسط قومه، أي من خيارهم وأشرافهم.
وأختم ما قيل في معنى الوسط بهذا الكلام للشيخ ابن عاشور ، حيث قال أثناء تفسيره لقوله - تعالى -: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } (البقرة: من الآية 143).
والوسط: اسم للمكان الواقع بين أمكنة تحيط به، أو للشيء الواقع بين أشياء محيطة به، ليس هو إلى بعضها أقرب منه إلى بعض عرفًا، ولما كان الوصول إليه لا يقع إلاّ بعد اختراق ما يُحيط به، أخذ فيه معنى الصّيانة والعزّة؛ طبعًا: كوسط الوادي لا تصل إليه الرّعاة والدّواب إلا بعد أكل ما في الجوانب، فيبقى كثير العشب والكلأ، ووضعًا: كوسط المملكة يجعل محلّ قاعدتها، ووسط المدينة يجعل محل قصبتها؛ لأن المكان الوسط لا يصل إليه العدوّ بسهولة، وكواسطة العقد لأنفس لؤلؤة فيه.
فمن أجل ذلك صار معنى النّفاسة والعزّة والخيار من لوازم معنى الوسط عرفًا، فأطلقوه على الخيار النفيس كناية، قال زهير :
هم وسط يرضى الأنامُ بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي بمعضل
ويقال: أوسط القبيلة، لصميمها.
وأمّا إطلاق الوسط على الصّفة الواقعة عدلا بين خلقين ذميمين فيهما إفراط وتفريط، كالشّجاعة بين الجبن والتهوّر، والكرم بين الشُّحِّ والسرّف، والعدالة بين الرّحمة والقساوة، فذلك روى حديث: « خير الأمور أوسطها » وسنده ضعيف.
وقد شاع هذان الإطلاقان حتى صارا حقيقتين عُرفيَّتين.
ومن خلال ما سبق اتَّضح لنا المعنى اللغوي لكلمة (وسط)، وما تصرّف منها، وأنها تئول إلى معانٍ متقاربة.
تحرير معنى الوسطيَّة
من خلال ما سبق اتَّضح لنا أن كلمة (وسط)، تستعمل في معانٍ عدَّة أهمّها:
1- بمعنى الخيار والأفضل والعدل.
2- قد ترد لما بين شيئين فاضلين.
3- وتستعمل لما كان بين شرّين وهو خير.
4- وتستعمل لما كان بين الجيّد والرديء، والخير والشَّرّ.
5- وقد تُطلق على ما كان بين شيئين حسًّا، كوسط الطّريق، ووسط العصا.
وقد تأتي لمعانٍ أخرى قريبة من هذه المعاني سبق ذكرها، ولا أجد حاجة لإعادتها.
← لا تخرج معاني الوسطية عن: العدل والفضل والخيرية، والنِّصف والبينية، والتوسط بين طرفين، فقد استقر عند العرب أنهم إذا أطلقوا كلمة (الوسط) أرادوا معاني: الخير والعدل والنّصَفَة، والجودة والرفعة والمكانة العالية.
ولا يصح إطلاق مصطلح (الوسطية) على أمر إلا إذا توفرت فيه صفتان:
1- الخيرية، أو ما يدل عليها.
2- البينية، سواء أكانت حسية أو معنوية.
كـمـــا يقصد بالتوازن في الشريعة الإسلامية: النظر في كل الجوانب، وعدم طغيان جانب على آخر، وذلك باجتناب الغلو والجفاء..
ولا بـــد مـــن فهم حقيقة هذين الأمرين؛ لتفهم حقيقة الوسطية والتوازن، فإنه لا يمكن تحقيقها إلا بعد الفهم السليم لها.
 الوسط في القرآن الكريم:
ورد لفظ (الوسط) ومشتقاته في القرآن الكريم في مواضع عدة: منها قول الله تعالى: { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } . (البقرة الآية 238).
قيل: إن معنى الوسطى: الفضلى ، وسميت بذلك ؛ لتوسطها بين صلاتي الليل وصلاتي النهار.
وقوله تعالى في كفارة اليمين:
{ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ } . (المائدة الآية 89).
وأوسط الطعام هنا: هو الطعام الجيد الذي يأكل منه الإنسان.
وقيل في (الأوسط): ما بين القلة والكثرة. ويظهر من أقوال المفسرين: أن معنى الأجود والأفضل، هو المعنى الغالب.
وقوله تعالى:
{ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ } . (القلم الآية 28). قيل: الأوسط، هو الأعدل، وهو ظاهر لما قاله من طلب التسبيح والنصح بالمعروف. وقيل: أوسطهم عمرًا. والأول هو الأقرب للصواب.
وقوله تعالى:
{ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا } . (العاديات الآية 5). الوسط هنا: بمعنى التوسط بين طرفين، وهو المعنى المناسب، والموقع الوسط، هو الأفضل في الغالب.
إن لفظ (الوسط) لغة: هو ما يكون بين طرفين. ويأتي الوسط بمعنى الاعتدال، والبعد عن الغلو. والوسط بطبيعته محمي من العوارض والآفات التي قد تصيب الطرفين. وهذا الوصف نظرًا لأصله، لا يتغير بتغيير موصوفه، يقال: رجل وسط، وأمة وسط. أما ما وصف الله به الأمة الإسلامية في قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } . (البقرة الآية 143).
فقد ذكر للوسطية في الآية الكريمة ثلاثة معانٍ:
1- العدالة:
قال صلى الله عليه وسلم بعد تلاوته للآية الكريمة: « والوسط: العدل » . (رواه البخاري في كتاب التفسير).
2- الخيار والأجود:
قال ابن كثير - رحمة الله- في تفسير الآية : (والوسط هاهنا: الخيار والأجود، كما يقال: قريش أوسط العرب نسبًا ودارًا، أي: خيرها).
3- الاعتدال والتوسط:
قال ابن جرير رحمه الله: (وأرى أن الله تعالى ذكره، إنما وصفهم بأنهم وسط، لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غُلُوٍّ فيه، غُلُوَّ النصارى الذين غلوا بالترهب، وقِيلِهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصيرٍ فيه، تقصيرَ اليهود الذين بدلوا كتاب الله، وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا على ربهم، وكفروا به، ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك؛ إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها، وأما التأويل، فإنه جاء بأن الوسط العدل وذلك معنى الخيار؛ لأن الخيار من الناس عدولهم).
ولا تزاحم بين هذه المعاني الثلاثة، فكلها صحيحة، والآية صالحة، وهي متلازمة مترابطة.
فالآية تعني: أن الله جعلهم خيارا عدولا؛ ليشهدوا على الأمم أن رسلهم بلغتهم، ولا يشهد إلا العدل من الناس.
ووسط الشيء، خيره وأعدله.
فمعنى الأمة الوسط: أنها خير الأمم، وأعدلها بالشهادة على غيرها من الأمم.
والمعني: أن الأمة الوسط تحميها وسطيتها من الآفات والعوارض التي تلم بالأمم التي تغلو وتجانب الوسطية.
والشهادة على الأمم، ميزة تتمتع بها الأمة الإسلامية، وهي ميزة مرتبطة بسببها، وهي أنها خير الأمم، وأعدلها، وأبعدها عن الغلو الذي يصيب العقول والأفهام، فينحرف بها إلى الفسوق أو الابتداع.
إِنَّ الْوَسَطِيَّةَ الْإِسْلَامِيَّةَ، تَتَمَيَّزُ بِهَذَا الْمَعْنَى فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي شرُفت بنزول القرآن، وحَفظَها القران بعد ذلك من أن تضمحل أو تنزوي، أو تصبح من اللغات القديمة، كاللغة الآرامية، والإغريقية، واللاتينية.
فمعنى الوسطية الواردة في القرآن وصفا للأمة الإسلامية بجعل الله لها كذلك، يرتبط ارتباطا وثيقًا بدلالة اللغة، وباللسان العربي المبين الذي نزل به القرآن الكريم.
والوسطية، إسلامية، وَلَيْسَتْ عَرَبِيَّةً؛ لأن المقصود بالأمة في قول الله تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } . (البقرة الآية 143).
هو الأمة الإسلامية، التي تعتبر الأمة العربية أهم مفرداتها.
 الوسطية في الاصطلاح:
ملامح الوسطية وسماتها وضوابطها:
وتحديد ذلك ضروري؛ لتتميز الوسطية عن غيرها، ولئلا تكون مجالاً لأصحاب الأهواء والشهوات، ومن تلك الملامح:
1- الخيرية: وهي تحقيق الإيمان الشامل، يحوطه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2- الاستقامة: وهي لزوم المنهج المستقيم بلا انحراف، فالوسطية لا تعني التنازل أو التميع أبداً.
3- البينية: وذلك واضح في كل أبواب الدين، فالصراط المستقيم بين صراطي المغضوب عليهم والضالين.
4- اليسر ورفع الحرج: وهي سمة لازمة للوسطية.
5- العدل والحكمة: وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- الوسط بالعدل (12)، وذلك هو معنى الخيار؛ وذلك لأن خيار الناس: عدولهم.
والوسطية أمر نسبي يخضع تحديده لعدة عوامل لا بد من مراعاتها، ولا يتحقق ذلك إلا بإتقان الحكمة.
 نماذج من وسطية الإسلام واعتداله:
ووسطية أهل الإسلام المستقيمين على هديه، تبدو في الاعتدال والتوازن بين مطالب الدنيا والنظرة إليها، ومطالب الآخرة والعمل لها، والأخذ بالأسباب المؤدية إلى ذلك، دون إفراط أو تفريط، ودون إسراف أو تقتير، قال الله تعالى: { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ } . (القصص الآية 77). يقول الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية : (أي: استعمل ما وهبك الله من هذا المال الجزيل، والنعمة الطائلة في طاعة ربك، والتقرب إليه بأنواع القربات.... ولا تنس نصيبك من الدنيا، أي: مما أباح الله لك فيها من المآكل والمشارب والملابس والمناكح، فإن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا).
فالإسلام وسط بين من غلا في أمر الدنيا، ولم يهتم بالآخرة، وبين من غلا في أمر الآخرة، ونظر إلى الدنيا نظرة ازدراء وابتعاد. وهكذا التوازن بين مطالب البدن ومطالب القلب
فقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أن ثلاثة رهط، أراد أحدهم أن يصلي الليل أبدًا، وأراد ثانيهم أن يصوم الدهر ولا يفطر، وعزم الثالث على أن يعتزل النساء، فقال صلى الله عليه وسلم : « أنتم قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أنا أصلي، وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني » . (متفق عليه).
ومن ذلك الاعتدال في تناول الطيبات:
{ يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } . (الأعراف الآية 31).
والاعتدال والتوازن في الإنفاق:
{ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا } . (الإسراء الآية 29).
{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } . (الفرقان الآية 67)
فالمنهاج الإسلامي القائم على الإيمان بالله، ووحدانيته، وتنزيهه، وإفراده سبحانه وتعالى بالعبادة، هو وحده الذي يضمن للبشر أن يتخلصوا من عبادة غير الله عز وجل.
فهو المنهاج الوسط الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا غلو ولا تقصير، فلم تتخذ الأمة الإسلامية، السائرة على صراط الله المستقيم، أندادًا لله سبحانه، ولم يصفوا الله بأوصاف لا تليق به، كما فعلت اليهود، حين وصفوه بالفقر، وأن يده مغلولة.
ولم تضل كما ضلت النصارى، الذين شبهوا المخلوق بالخالق، وأضفوا على عيسى - عليه السلام- خصائص الألوهية، فغلت فيه، وجعلته شريكًا لله.
إن منهاج الأمة الإسلامية، هو المنهاج الوسط المعتدل في أنبياء الله ورسله، حيث آمنوا بهم جميعًا، ولم يفرقوا بين أحد منهم، أو ينقصوه، أو يقتلوا أنبياء الله، كما فعلت اليهود: { لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ } ( المائدة الآية 70 ) .
ولم يغلوا في أحد منهم، كما فعلت النصارى معِ عيسى ابن مريم - عليه السلام- وإنما قدَّروهم حق قدرهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى-: (فالمسلمون وسط في أنبياء الله وعباده الصالحين، لم يغلوا فيهم كما غلت النصارى، فاتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله... ولا جَفَوْا عنهم كما جفت اليهود، فكانوا يقتلون الأنبياء بغير حق... ومن ذلك أن المؤمنين توسطوا في المنهاج، فلم يقولوا: هو الله، ولا ابن الله، ولا ثالث ثلاثة، كما تقول النصارى، ولا كفروا به، وقالوا على مريم بهتانًا عظيمًا، حتى جعلوه ولد بغية، كما زعمت اليهود، بل قالوا: هو عبد الله، وكلمته ألقاها إلى مريم . . . وكذلك المؤمنون وسط في شرائع دين الله).
 ثمرات الوسطية وفوائدها:
إن سلوك منهج الوسطية في التدين والتعبد له مزايا عديدة,منها:
• ضمان الاستمرارية والمداومة على العبادة.
• الاقتصاد في الجهود والطاقات.
• تجنب الملل والضجر والسآمة.
• القيام بمختلف الواجبات ,وأداء كل المسؤوليات.
كما يجنبنا مزالق الغلو ,وعواقب التشدد,التي منها:
- كراهية الناس ونفورهم، وانفضاض الأنصار، قال : (إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة) .
2- الفتور أو الانقطاع، فالإنسان ملول، وطاقته محدودة.
وقــد وضـــح طبيعة هذا الدين فقال: (إن الدين يسر، ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة) .
فبَيّن أنه لا يتعمق أحد في العبادة، ويترك الرفق ـ كالرهبان ـ إلا عجز، فيُغلب.
3- التقـصـيـر فـي الحقوق والواجبات الأخرى، وانظر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عـمـرو (رضي الله عنهما): (فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام)..؛ (فإن لزوجك عليك حقّاً، ولزورك عليك حقّاً، ولجسدك عليك حقّاً).
4- تضييع العمر فيما لا فائدة فيه، بل ما فيه الضرر.
5- الفرقة والتمزق في الصف الإسلامي، وهو ما نشاهده ونعيشه كثيراً.

 نحو تربية متكاملة متوازنة:
إن التربية التي نحتاجها اليوم هي التي تأخذ الإسلام جملة وتفصيلاً، وتراعي شخصية الفرد بجميع جوانبها وأبعادها، مع التوازن في تربية الجوانب المختلفة: العقلية، والمعرفية، والوجدانية، كما توازن أيضاً في رعاية الجانب الواحد، كالجانب العقلي مثلاً، وهذا بالنسبة للفرد.
وعلى صعيد المجتمع: ينبغي ألا تكون التربية نخبوية تخص فئة من الناس دون غيرهم، وتهمل بقية الفئات، كما ينبغي أن تتكامل كل المؤسسات التربوية وتتظافر جهودها، وأن تتكامل الجهود داخل المؤسسة التربوية الواحدة، وكذلك أن تتكامل في استخدام الوسائل التربوية.
ومما يعين على ذلك: التفكير، والتخطيط، والترتيب للعملية التربوية، ووضع الأهـــداف الواضحة المنضبطة بالضوابط الشرعية مع المراجعة المستمرة؛ لتلافي الأخطاء، وألا تكـــون التربية مجرد استجابة لردود الأفعال.
ومما يجب التنبه له: أن التوازن والتكامل لا يعني أن يحمل كل شخص قدراً متساوياً من كل جانب؛ وذلك لاختلاف الأشخاص في القدرات والمواهب، ولحاجة الأمة إلى أبـــواب كثيرة تستدعي أن تُعنى بكل جانب فئةٌ من الفئات، كما لا يعني التوازن: ترك التخصص (14).
وجدير بالذكـر: أن فهم الوسطية تزول به إشكالات كثيرة، يكثر السؤال عـنـهــا ـ بسبب عدم فهم الوسطية ـ كالتوفيق بين: العلم، والعبادة، والدعوة، والجهاد... إلخ.

منقول من عدة مصادر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bel-islamiyat.yoo7.com
raniya

raniya


عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 17/12/2010
الموقع : منتدى الثانوية المغرب العربي الاعدادية

درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس الإسلام دين الوسط والاعتدال   درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالأحد 19 ديسمبر 2010 - 7:15

مشكور على هذه الدروس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بلعيد أحمد
Admin
بلعيد أحمد


عدد المساهمات : 741
تاريخ التسجيل : 28/11/2010
العمر : 52
الموقع : https://bel-islamiyat.yoo7.com/index.htm

درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Empty
مُساهمةموضوع: شكر الله لك   درس الإسلام دين الوسط والاعتدال Emptyالأحد 19 ديسمبر 2010 - 14:09

أنتم أهل الشكر، شكرا على الإطلالة الكريمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bel-islamiyat.yoo7.com
 
درس الإسلام دين الوسط والاعتدال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بلعيد :: فضاء التربية الإسلامية للسلك الثانوي الإعدادي :: السنة الثالثة ثانوي إعدادي-
انتقل الى: