• معنى الحوار:
الحوار أصله من حار حوراً أي رجع.
قال في المعجم الوجيز: حديث يجري بين شخصين أو أكثر. وتحاوروا: تراجعوا الكلام بينهم، وتجادلوا..
وقال في لسان العرب: معنى الحوار، حاوره محاورة وحواراً : جاوبه.
وفي كتاب الله: (وقال له صاحبه وهو يحاوره الكهف ), الآية:37 .
قال القرطبي: أي يراجعه في الكلام ويجاوبه، والمحاورة المجاوبة، والتحاور: التجاوب".
ولقد وردت مادة الحوار في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع وكلهاجاءت بمعنى مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين:
1- (فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً ).الكهف ، الآية :34
2- (وقال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب).الكهف ، الآية: 37
3- (وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما).المجادلة ،الآية :1
• آداب الحوار في الإسلام:
للحديث مع الغير في الإسلام أصول وآداب، ينبغي للمسلم مراعاتها حتى يكون المرء ملتزماً حدود الله، عاملاً في مرضاته، متجنباً مساخطه. فما أكثر عثرات اللسان حين يتكلم، وما أكثر مزالقه حين يتحدث.
وقد قال الله تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً). الإسراء ، الآية :53 .
فكم من حوار بين زوج وزوجته لم يراع فيه أصول الحوار وآدابه كانت نهايته الطلاق؟!
وكم من حوار نزغ الشيطان فيه بين المرء وصاحبه فكانت عاقبته الفراق؟
فمن آداب الحوار:
1- أن يكون الكلام هادفاً إلى الخير:
قال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أن إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً). النساء، الآية : 114
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
2- البعد عن الخوض في الباطل:
والمراد بالباطل كل معصية..
فالحديث عن الأغاني وليالي الطرب على سبيل الإعجاب، هذا من الخوض في الباطل.
والحديث في أحوال الممثلين والممثلات على سبيل التعلق بهم وإشاعة أفعالهم والدعوة للاقتداء بهم من الخوض بالباطل.
والحديث عن عادات وتقليعات المرأة الغربية على سبيل الدعوة للتشبه بها وتقليدها من الخوض بالباطل.
وأنواع الباطل كثيرة، كما قال الإمام الغزالي لا يمكن حصرها لكثرتها وتفننها..
3- البعد عن المماراة والجدل:
كم من القلوب تشتت بسبب الجدل الذي لا طائل تحته ولا فائدة من ورائه، ولا يقصد منه إلا إفحام الخصم .. أو التشهير به، وإظهار الخلل في كلامه أو فعله أو قصده، ولذا حثنا ورغبنا الرسول صلى الله عليه وسلم في البعد عن المراء فقال : "أنا زعيم ببيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً".
4- أن يحاور كل إنسان بما يناسبه شرعاً وعرفاً:
يخاطب الوالدين بالتوقير والإجلال، والرحمة وخفض الجانب لهما، قال تعالى: (فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً. الإسراء )، الآية : 23
قال عطاء: "أي ليناً لطيفاً، مثل يا أبتاه ويا أماه، من غير أن يسميهما أو يكنيهما، وقال أبو البداح: قلت لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله (وقل لهما قولاً كريماً) ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ".
5- البعد عن عبارات المدح للنفس أو للغير إلا لمصلحة وبالضوابط الشرعية:
يكثر في مجالس النساء الحديث عن النفس وتزكيتها، فهناك بعض الأخوات لو أرادت أن تحصي عدد تكرارها لـ"أنا" في المجلس الواحد لما استطاعت أن تحصيه .. وهذه خصلة ممقوته منهي عنها.
وقال تعالى
فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى). النجم ، الآية : 32.
وتزكية النفس داخلة في باب الافتخار غالباً، وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فإن وجد ما يقتضي تزكية النفس إما للتعريف وإما لتوضيح الأمور المبهمة، وإما لدفع تهمة أو غيرها في الأمور المشروعة فإن التزكية جائزة
منقول من كتاب جوارات أسرية لمؤلف مجهول