أصدرت هيئة تحرير مجلة وجهة نظر العدد السابع من سلسلة "كراسات استراتيجية "، تناولت فيه مجموعة من المحاور التي ترصد الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.... للمغرب لسنة 2010/2011، ساهم في تحرير المواضيع/التقرير مجموعة من الأسماء: عبد اللطيف حسني، المصطفى بوعجاجي،حسن دنان، محمد مونشيح، منتصر حمادة، بن أحمد حوكا، إدريس هاني، عبد الرحيم العطري، فريد المريني، منصف اليازغي، والحسين المجدوبي.
والمحاور التي تم التطرق إليها : الأداء الملكي، حصيلة الأداء الحكومي خلال 2010، في الأداء السياسي للأحزاب المغربية خلال 2010، الحالة الدينية للمغرب 2010/2011 محاولة للفهم، وضعية حقوق الإنسان بالمغرب خلال 2010/2011 في بعض مظاهر الانفصام بين القانون والواقع، المغرب الثقافي 2010: الشفرة الفرحة والهيكلة المنشودة، الرياضة المغربية....بين تباين النتائج الآنية، وترقب حصيلة الإستراتيجية المعتمدة، الأجندة الدبلوماسية المغربية سنة 2010 : الأولوية لملف الصحراء واستمرار الحوار ، تعزيز فرنسا لدورها الإستراتيجي في المغرب.
أنقل هنا لرائدات ورواد منتدانا الشيق الكلمة الافتتاحية لهذا التقرير السابق، عسى أن يساهم طرح هذا الموضوع في طرح النقاش حول أحوال مغربنا، ولعل بعض رواد المنتدى يتفضلون بغربلة هذا التقرير وإفادتنا، بملخصات أو مقطتفات منه.
عدد هذه السنة عرف غيابا للأقلام النسوية، كما تمت الزيادة في ثمنه، مقارنة مع تقرير العام الماضي، خمسون درهما.
لكن التقرير غني بالمعطيات والأرقام ، فهل هو تقرير استرتيجي للمغرب؟؟
حالة لا تسر الناظرين
انطبعت سنة 2010/2011 بنفس السمات التي ميزت السنوات الفائتة، فالملك المغربي بدا في أدائه مهيمنا على مختلف حقول الفعل السياسي والاجتماعي والاقتصادي الوطني، وما عداه من منشآت بدت فاقدة القدرة على ممارسة الصلاحيات المخولة لها، فالبرلمان المغربي، بدا مستغرقا في نومته التي لا يكاد يستفيق منها إلا ليغرق في سبات عميق، والحكومة، بدت هي الأخرى في وضع لا تزداد تبعيته إلا شدة للرأس الأعلى للسلطة التنفيذية. فالوزير الأول المغربي يسبح بحمد الخطب الملكية، وبأدائها الذي يعفيه من بذل أي مجهود يجسد أن في المغرب توجد حكومة مـا.
أما الوضع الحزبي، فهو وضع يدعو إلى الشفقة على الفاعلين الحزبيين، المنشغلين بحزب صديق الملك الذي يطمع إلى الاضطلاع بمهمة الحزب الأغلبي، والذي شاهد الجميع كيف طمع هذا الحزب المولود حديثا إلى ثلاثة مقاعد في الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب، والتي حصل عليها، ولم يلبث إلا قليلا حتى أصبح يشكل أغلبية في هذا المجلس، وفي مجلس المستشارين، فالحياة الحزبية الوطنية آخذة في التذرر، وربما أتى على المغرب استحقاق 2012 وقد انمحت الكثير من الأحزاب من الوجود لصالح الحزب الأغلبي.
الحالة الدينية للمغرب، لا زالت مستعصية على الفهم، والفاعلون الإسلاميون بمختلف تلويناتهم بدوا في وضع العاجز الذي لا يملك ما يقدم ولا ما يؤخر. أما وضع حقوق الإنسان فقد عرف هذه السنة تراجعا محسوسا، حيث انصب اهتمام المنظمات الحقوقية الدولية على تجدد ظاهرة الاختطافات،وعلى المعتقل السري في مدينة تمارة، واستمرار شكاوى التعذيب،وغياب المحاكمات العادلة، والتضييق على حرية الصحافة.
الوضع الاجتماعي، وعلى إثر الفيضانات التي عرفها المغرب،جعل من البلاد تتنفس تحت الماء، وسجل بعمق لغياب أي بنية تحتية قادرة على استيعاب الكوارث الطبيعية، كما أن مدونة السير التي صدرت خلال هذه السنة، لم تحل دون تفاقم حرب الطرق، وإصلاح الإصلاح في مجال التعليم لا تبدو له آية آفاق واعدة،ونصف المغرب المتمثل في النساء لا زال يعاني الكثير. والشيء المثير في الوضع الاجتماعي، هو تصاعد وقفات احتجاج المغاربة وهو مؤشر يبدو أنه قادر على صناعة الحدث في أفق السنة القادمة.
أما الوضع الثقافي، فيبدو أن مسار انحداره لا يعرف أي توقف، أمام سيل المهرجانات السينمائية والغنائية المعبرة عن ثقافة العهد الجديد، فالمغاربة يتفرجون، ويرقصون، بدون انقطاع، رغم كونهم يتنفسون تحت برك الماء المتعفنة.
الرياضة، رغم المجهودات المبذولة لتفعيل الإستراتيجية الملكية في فضائها، فإن عسر النتائج وسوءها، يبقى المؤشر القوي الذي يميزها.
وبالطبع، ووفق المقولة المعروفة" لا سياسة خارجية ناجحة بدون سياسة داخلية جدية'' ، فالدبلوماسية المغربية، وفي ضوء مجريات الأحداث التي عرفتها منطقة الصحراء، من حدث أميناتو حيد ر إلى أحداث العيون، وجدت نفسها بدلا من تسويق مقترح الحكم الذاتي، في موقف المدافع عن التزامها بمنظومة حقوق الإنسان، والظاهر أن هذه الدبلوماسية ستعاني في تعاطيها مع الشأن الصحراوي، الكثير من الإعاقات.
إنها حالة لا تسر الناظرين...؟
عبد اللطيف حسني.
الخميس 14 يوليو 2016 - 5:35 من طرف two deal
