مع قهوة الصباح
انتعشت الأحزاب السياسية أيما انتعاش بعد الخطاب الملكي وتكوين اللجنة الخاصة بمراجعة الدستور، فهناك أحزاب خرجت من طي النسيان وأخرى تذكرت أن لها هيئات تقريرية استدعتها للاجتماع على عجل، وأحزاب أخرى كانت تبحث عن مناسبة لإعادة تجديد خطابها الباهت من جديد بعد أن جف الحبر الذي كانت تكتب به بياناتها. في كل الأحوال، الجميع متفق على أن المغرب دخل مرحلة جديدة ما بعد 9 مارس، تاريخ الخطاب الملكي الذي أجمع الكل على أنه خطاب تاريخي بامتياز. وقد باتت الفرصة، اليوم، متاحة من أجل إرساء منطق جديد في العمل الحزبي والعمل السياسي، لكي تشمر الأحزاب السياسية عن ساعد الجد وتبدأ في العمل من داخل المجتمع، لا من داخل مقراتها، إذ لاحظ الجميع أنه في الوقت الذي أعلن فيه الخطاب الملكي خطوة متقدمة على الكثير مما كانت تطرحه هذه الأحزاب، بدا على الجانب الآخر نوع من التحصن بالتقاليد السياسية داخل الأحزاب التي ما زالت منكمشة على نفسها. إن مضمون الخطاب لا يرتبط فقط بإصلاحات دستورية، شكلت لها لجنة خاصة حظيت بترحيب واسع، وإنما هو تأسيس لعقلية جديدة في أعلى سلطة في البلاد، ويجب أن تعم هذه العقلية الجديدة مختلف الهيئات والتنظيمات السياسية وغير السياسية في بلادنا، لأن مغرب ما قبل 9 مارس ليس هو مغرب ما بعد هذا التاريخ.
* قهوة الصباح